الدعاء الخامس والأربعون من الصحيفة السجادية

مقالة مرشحة للجودة
من ويكي شيعة
الدعاء الخامس والأربعون من الصحيفة السجادية
الموضوعالدعاء عند وداع شهر رمضان
صاحب الدعاءالإمام زين العابدين
سند الدعاءالإمام محمد الباقر، وزيد بن علي
المصادرالصحيفة السجادية
أدعية مشهورة
دعاء كميل . دعاء الندبة . دعاء التوسل . دعاء الجوشن الكبير . دعاء عرفة . دعاء مكارم الأخلاق . دعاء أم داوود


الأدعية والزيارات

الدعاء الخامس والأربعون من الصحيفة السجادية من أدعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد (ع)، ومحوره دعائه (ع)، في وداع شهر رمضان، وفيه مجموعة من المفاهيم، منها: إنّ الله تعالى يعطي من دون أن ينتظر أن يجازيه أحد على عطائه؛ لأنه الغني المطلق، وإنّ الله يستر القبيح ويظهر الجميل.

يُعتبر شهر رمضان أفضل الشهور عند الله تعالى ففيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وقد خص الله المسلمين بهذا الفضل دون غيرهم من الأمم السابقة، وذكر الإمام شهر رمضان بالسلام وقد كرره 20 مرة في هذا الدعاء بقول (السلام عليك)، وإنَّ الله جعل يوم الفطر عيد لمن صام هذا الشهر.

الصحيفة السجادية

الصحيفة السجادية هي مجموعة من الأدعية للإمام زين العابدين (ع)[١] تنطوي على مضامين عالية كمعرفة الله، ومعرفة الإنسان، وعالم الغيب، ومكانة الأنبياء وأهل البيت (ع)، والإمامة، والفضائل الأخلاقية.[٢] وقد اشتملت هذه الصحيفة على 54 دعاء ومناجاة.[٣]

مضامين الدعاء الخامس والأربعون

يحتوي هذا الدعاء على مجموعة من المفاهيم، منها:

  • يبدأ الإمامعليه السلام دعائه قائلا أن الله سبحانه لا يعطي أحد شيئاً ليجزيه بعد ذلك، لأنه الغني المطلق، فإذا أعطى أحداً شيئاً لا يندم بعد ذلك على عطائه.[٤]
  • إنّ الله سبحانه وتعالى لا يعامل المجرمين بالعدل بل بالإحسان، وكذلك لا يعامل المحسنين إلا بأزيد من إحسانهم.[٥]
  • إنّ الله تعالى منته ابتداء على العباد لا مكافاة على عملهم، وعفوه تفضل على الساعي إلى الذنب والخطأ.[٦]
  • لم يجعل الله سبحانه عطائه مشوباً بالمنة، وإذا منع عباده من عطائه لم يكن منعه تعدياً، بل عدل ولطف.[٧]
  • إنّ الله تعالى يشكر من شكره؛ وذلك من خلال رضاه على الشاكر، مع أنه تعالى هو الذي ألهمه الشكر، ويعطي النعمة لمن حمده مع أنه هو الذي علمه الحمد.[٨]
  • إنّ الله تعالى يستر القبيح ويظهر الجميل، ويؤخر العذاب عن عباده لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الرشد والهداية.[٩]
  • وقد فتح الله باباً إلى عباده سماه التوبة لمن أراد الرجوع إليه ونيل رحمته.[١٠]
  • إنّ الله تبارك وتعالى أخذ على نفسه أنه من جاء بالحسنة فله عشرُ أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزيه إلا مثلها، وإن الله يضاعف أجر المنفقين أموالهم في سبيله.[١١]
  • الله سبحانه وتعالى هو الذي أرشد عباده إلى معرفة الثواب الذي سوف يحصلون عليه، وهذا من عالم الغيب الذي يعلمه الله تعالى، حيث قال تعالى أذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والجزاء.[١٢]
  • يُعتبر شهر رمضان من أخص الواجبات، ومن أخص الشهور والأوقات؛ وذلك لأن الله تعالى أنزل فيه القرآن، ويكمل فيه إيمان عباده، وفرض فيه الصيام، ورغب فيه الله تعالى القيام في الليل، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهذا ما خصنا الله به دون سائر الأمم.[١٣]
  • يذكر الإمامعليه السلام شهر رمضان بالسلام وقد كرره 20 مرة في هذا الدعاء بقول (السلام عليك) حيث قال:
    • السلام عليك يا شهر الله الأكبر، ويا عيد أوليائه.
    • السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات، ويا خير شهر في الأيام والساعات.
    • السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب، وقلت فيه الذنوب.
    • السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان وصاحب سهَّل سُبُل الإحسان.
    • السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات، وغسلت عنَّا دنس الخطيئات.
    • السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وغيرها.
  • لقد شرفنا الله تعالى بهذا الشهر الفضيل، وجعل لنا فيه الفوز والكرامة، حيث جهل الأشقياء وقته الذي خصه الله عن بقية الشهور والأيام، وحرموا لشقائهم فضله ولم يهتدوا فيه إلى طاعة ربهم.[١٤]
  • جعل الله تعالى يوم الفطر يوم عيد للمؤمنين، فهو اليوم الذي نسأل الله فيه أن يغفر ما خفي من ذنوبنا وما علن.[١٥]
  • يختم الإمام زين العابدينعليه السلام الدعاء سائلا الله سبحانه أن يعفو عن آبائنا وأمهاتنا ومن يشاركنا في نفس الدين من الماضين والآتين إلى يوم القيامة، وكذلك الصلاة على رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم. فأنت يا الله أكرم من كل كريم، وأنت الذي نتوكل عليه في المهمات والشدائد.[١٦]

الشروح

شُرح هذا الدعاء باللغة العربية والفارسية في مجموعة من المؤلفات، ومنها:

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج ‏15، ص 18.
  2. الحاج حسن، الإمام السجاد جهاد و أمجاد، ص 198 - 202.
  3. مکتبة مدرسة الفقاهة - الصحیفة السجادیة
  4. الشيرازي، شرح الصحيفة السجادية، ص 310.
  5. الشيرازي، شرح الصحيفة السجادية، ص 310.
  6. العاملي، شرح الصحيفة السجادية، ص 619.
  7. دارابي، رياض العارفين، ص 556.
  8. الشيرازي، شرح الصحيفة السجادية، ص 311.
  9. مغنية، في ظلال الصحيفة السجادية، ص 518 ــ 519.
  10. العاملي، شرح الصحيفة السجادية، ص 623.
  11. الشيرازي، رياض السالكين، ج 6، ص 133 ــ 138.
  12. الشيرازي، شرح الصحيفة السجادية، ص 315 ــ 316.
  13. الشيرازي، رياض السالكين، ج 6، ص 152 ــ 153.
  14. العاملي، شرح الصحيفة السجادية، ص 640.
  15. الشيرازي، رياض السالكين، ج 6، ص 180 ــ 181.
  16. الشيرازي، شرح الصحيفة السجادية، ص 333 ــ 334.

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الحاج حسن، حسين، الإمام السجاد جهاد وأمجاد، بيروت، دار المرتضى، د.ت.
  • الشيرازي، علي خان، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 8، 1435 هـ.
  • الشيرازي، محمد الحسيني، شرح الصحيفة السجادية، بيروت، دار العلوم، ط 5، 1423 هـ/ 2002 م.
  • العاملي، علي بن زين الدين، شرح الصحيفة السجادية، تحقيق: محمد رضا الفاضلي، قم، ط 1، 1432 هـ.
  • دارابي، محمد بن محمد، رياض العارفين في شرح صحيفة سيد الساجدين، تعليق: محمد تقي شريعتمداري، تحقيق: حسين دركاهي، قم، دار الأسوة، ط 1، 1421 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، في ظلال الصحيفة السجادية، تحقيق: سامي الغريري، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 1، 1423 هـ/ 2002 م.