البيت المعمور

من ويكي شيعة

البیت المعمور، بيت يقع في السماء الرابعة أو السابعة, قبال الكعبة المشرفة، وقد بُنِي هذا البيت للملائكة للتعبد فيه. وقد أقسم الله به في القرآن الكريم؛ لعظمته وعلوّ منزلته ووردت أخبار كثيرة بشأنه للتعريف به وبيان منزلته وفضله.

المعنى اللغوي

أما معنى البيت فأصله هو: مأوى الإنسان بالليل. وقد يقال للمسكن بيت من غير إعتبار الليل فيه.[١] وأما (المعمور) فهو اسم مفعول من مادة (ع م ر). ومعنى أصل هذه المادّة: هو تداوم الحياة، و هو في قبال الخراب، كما أنّ الحياة ضدّ الممات.[٢]

موقعه

لقد اختلفت الآراء والنظريات في تحديد موقعه فقد ذهب مشهور المسلمين إلى أنّه بيت في السماء ويقع مقابل الكعبة المشرفة. لكنّ المحدّثون الأوائل اختلفوا فيما بينهم في تحديد موضعه في السماء فقالوا أنه بيت في السماء أو في السماء الرابعة أو السابعة أو فوق السماوات السبع أو تحت العرش.[٣] لكنّ جملة من الأعلام تصدّوا لـتأويل هذا الاختلاف وقالوا بأنّ هذا دليل على وجود البيت المعمور في جميع تلك الأمكنة.[٤]

وهناك رأي لبعض العلماء كالحسن البصري مفاده: إن البيت المعمور هو الكعبة المشرفة نفسها.[٥] ويرى بعض المفسرين بأن المسجد الاقصى هو نفسه البيت المعمور.[٦] فيما هنالك روايات تعد البيت المعمور هو نفسه بيت المقدس بـفلسطين.[٧] وقد قام بعض المفسرين بتأويلات عرفانية للبيت المعمور وفسرها بأنها قلوب العابدين العارفين,[٨] أو أنه قلب العالم أو النفس الناطقة.[٩]

انتقال البيت المعمور إلى أماكن اخرى

وردت الأخبار في أن البيت جئ به من الجنة إلى الارض ونصب في الكعبة وفي أثناء الطوفان حمل إلى السماء ليكون مركزاً لعبادة الملائكة.[١٠]

التسمية

سبب تسميته

سمي هذا البيت بالمعمور لأنه؛ معمور بـالعبادة لكثرة الملائكة المتعبدين فيه.[١١] وهم من قبيلة ابليس ويطلق عليهم اسم الجن.[١٢]

التسميات الاخرى له

ذُكر البيت المعمور في بعض الروايات باسم «الضراح» من المصدر المضارحة بمعنى المقابلة. ولقد فسّر علماءُ اللغة الضُراح بأنه؛ بيت في السماء.[١٣] وقد يسمّى ببيت العزة كما في بعض الأخبار.[١٤]

سبب بنائه

لقد بينت بعض الروايات الواردة عن أهل البيتعليهم السلام سبب بنائه ومفادها أن الملائكة بعد اعتراضهم على خلق آدمعليه السلام حجب عنهم النور الالهي إلى أن لجأوا إلى العرش وحلّت عليهم الرحمة الالهية وأقام لهم الله البيت المعمور في السماء الرابعة.[١٥]

ذكره في القران الكريم

قد ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة, حينما أقسم الله بأمور عظيمة على أن العذاب الإلهي يوم القيامةحق وواقع لا محالة, وذلك في قوله: ﴿وَالطُّورِ ﴿1﴾وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ﴿2﴾فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ ﴿3﴾وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴿4﴾وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ﴿5﴾وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴿6﴾إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿7﴾مَا لَهُ مِن دَافِعٍ ﴿8﴾.[١٦]

ذكره في الاخبار

قد ورد ذكر البيت المعمور في الأخبار مرّات عديدة, متشابهة في المضمون, ومفادها: أنه بيت يصلّى فيه يومياً سبعون ألفاً من الملائكة وإن خرجوا منه لايعودون إليه مرة أخرى إلى يوم القيامة.[١٧] إلى غيرها من الروايات العديدة. لكن بعض المفسرين اعتبر الروايات المشهورة التي تصف البيت المعمور ضعيفة السند.[١٨]

الهوامش

  1. الراغب الأصفهاني, المفردات في غريب القران: ص151.
  2. حسن المصطفوی, التحقيق في كلمات القرآن الكريم: ج8, ص219.
  3. الطبري, جامع البيان في تفسير القران، مج 11، ج 27، ص 10-11؛ السيوطي, الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج 6، ص 117-118.
  4. المجلسي, بحار الانوار، ج 55, ص 61؛المشهدي القمي, تفسير كنز الدقائق وبحر الفوائد، ج 12, ص466؛ حقي، تفسير روح البيان، ج 9, ص 185.
  5. الطوسي، التبيان، ج 9، ص 402؛ ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج 8، ص 47.
  6. الطيب, اطيب البيان في تفسير القران، ج 8، ص 219, ج 12, ص 293.
  7. المجلسي, بحار الانوار، ج 18, ص 394.
  8. القشيري, لطائف الاشارات، ج 3، ص 472.
  9. ابن عربي، تفسير القران الكريم، ج 2، ص 547 - 548.
  10. الطبري, جامع البيان في تفسير القران، مج 11، ج 27 ص11. السيوطي, الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج 6، ص 117.
  11. الطبري, جامع البيان في تفسير القران، مج 11، ج 27، ص 10-11. السيوطي, الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج 6، ص 117-118.
  12. الطبري, جامع البيان في تفسير القران، مج 11، ج 27، ص 11؛السيوطي, الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج 6, ص 117.
  13. العين, الفراهيدي، ج 3 ، ص 104.
  14. السيوطي, الاتقان في علوم القران، ج 1 ، ص 147.
  15. الكليني، الكافي، ج 4, ص 187 -188. الصدوق, علل الشرائع، ص 402-403 , 406-407.
  16. سورة الطور.
  17. الطبري, جامع البيان في تفسير القران: مج 11 ج 27 ص 10-11. السيوطي, الدر المنثور في التفسير بالماثور، ج 6 , ص 117-118.
  18. ابن کثیر، ج 4, ص389؛ السیوطي، ج 6, ص 117.

المصادر والمراجع

  • القران الكريم
  • ابن بابويه, علل الشرائع, النجف 1385هـ\1966م
  • ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير, بيروت 1404هـ\1984م
  • ابن عربي، تفسير القران الكريم, ط مصطفى غالب, بيروت 1978م\1398هـ , ط اوفست طهران.
  • ابن كثير, تفسير القران العظيم, ط. علي شيري, بيروتْ[لاتا].
  • اسماعيل بن مصطفى حقي, تفسير روح البيان, بيروت 1405 هـ/1985 م.
  • عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي, الدر المنثور في التفسير بالماثور, بيروت[لاتا].
  • محمد بن جرير الطبري, جامع البيان في تفسير القران: بيروت 1400-1403 هـ / 1980-1983 .
  • محمد بن الحسن الطوسي, التبيان في تفسير القران, ط. احمد حبيب قصير العاملي, بيروت[لاتا].
  • عبد الحسين الطيب, اطيب البيان في تفسير القران, طهران[لاتا].
  • الخليل بن احمد الفراهيدي, كتاب العين, ط. مهدي المخزومي وابراهيم السامرائي, قم 1405 هـ/ 1985 م.
  • عبد الكريم بن هوازن القشيري, لطائف الاشارات, ط. ابراهيم البسيوني, القاهرة 1981-1983 م.
  • محمد بن يعقوب الكليني, الكافي, ط. علي اكبر الغفاري, بيروت 1401 هـ / 1981 م.
  • محمد باقر بن محمد تقي المجلسي, بحار الانوار, بيروت 1403 هـ / 1983 م.
  • محمد بن رضا المشهدي القمي، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، ط. حسين ىرغاهي, ج 12 ,طهران 1411 هـ / 1991 م.