أبو المعالي

من ويكي شيعة

محمد بن نعمة بن عبيد الله المعروف بأبي المعالي (وفاة بعد 485 هـ / 1092 مفقيه ومؤلف كتاب بيان الأديان، وملم بعلم الحديث.

لم يصرح أبو المعالي بمذهبه، لكن هناك من اعتبره عالماً سنياً حنفياً، وعدّه البعض الآخر شيعياً أو على الأقل لديه نزعة شيعية.

سيرته

لا نعلم تاريخ ولادته ووفاته، إلاّ أننا نعلم أنه سمع الحديث عن القاضي أبي الفتح البلخي عبد الرحيم بن عبد الله (وفاة 454 هـ[١] وأنه ألّف بيان الأديان في سنة 485 هـ .[٢]

ويتضح من نسب أبي المعالي الذي ورد في بداية الكتاب،[٣] أنه علوي ومن أسرة تتصل سلالتها بالحسين الأصغر ابن الإمام علي بن الحسين (ع)، وطبقاً لهذا النسب فقد كان من أعقاب عبيد الله الأعرج، وابنه جعفر الحجة من العلويين المشهورين في القرن الثاني للهجرة.

وقد قدم الحسين ابن جعفر الحجة، وهو من أجداد أبي المعالي إلى بلخ سنة 241 هـ، وأقام فيها ويعد أعقابه من أمراء ونقباء وكبار وجهاء هذه المدينة،[٤] ويبدو من بعض المصادر أن أبا المعالي أيضاً كان يعيش في بلخ.[٥]

مكانته العلمية

ويبدو من عبارات أبي المعالي وتعبيراته عند نقل الحديث،[٦] أنه كان ملماً بعلم الحديث، ومن جهة أخرى فإننا نعلم أنه كان فقيهاً أيضاً،[٧] ولكننا لا نعرف شيئاً عن مشايخه وأساتذته في الفقه والحديث سوى أنه ينقل الحديث دون واسطة عن قاضي القضاة أبي الفتح عبد الرحيم الصيرفي.[٨]

آثاره

یعتبر كتاب بيان الأديان هو الكتاب الوحيد الذي وصلنا من أبي المعالي، ويبدو أن هذا الكتاب الذي أُلف في شرح الأديان والمذاهب السابقة على الإسلام وكذلك الفرق والمذاهب الإسلامية، هو أشهر من نفس المؤلف نفسه؛ ولذلك فقد عرّفته كتب الأنساب باسم صاحب بيان الأديان.[٩]

مذهبه

لم يعلن أبو المعالي في أي موضع من كتابه عن مذهبه، كما أن المصادر الأخرى لم تتحدث بهذا الشأن.

ومن خلال ما ورد في بيان الأديان يبدو أن الكاتب من السنة، خصوصاً وأنه كان يعيش في منطقة معظم أهلها من أهل السنة خاصة الحنفيين، بحيث اعتبره البعض مثل شفر[١٠] وماديلونغ[١١] عالماً سنياً حنفياً، إلا أن أياً من هذه القرائن لا تنفي الاحتمالات الأخرى حول مذهب أبي المعالي؛ ولذلك فقط طرح البعض تشيعة ـ أوعلى الأقل ـ نزعته إلى التشيع.[١٢]

الشواهد على تشيعه

هناك ملاحظات ملفتة في خصوص تشيع أبي المعالي، وهي على النحو التالي:

  • الأولى: إنه عندما يتحدث عن الفرق الإسلامية، كان يخص بحديثه الشيعة وخاصة الشيعة الاثني عشرية أكثر من غيرهم، ويقدم فهرساً عن أئمة الشعية الاثني عشرية مع ذكر التفاصيل المتعلقة بتاريخ حياتهم.[١٣]
  • الأخرى، إنه يعمد إلى نقل الآراء الفقهية الخاصة بالشيعة الإمامية في مواضع كثيرة، ويسعى للتعريف بالشيعة من خلال فقههم، في حين أنه لا يهتم بالآراء الفقهية للفرق الأخرى إلا في موضع أو موضعين.[١٤]
  • كما أنه يروي حديث المشهور 73 فرقة الذي روي عن طريق الفريقين بشكل مستقل ،[١٥] ضمن حديث غير مشهور عن طريق أئمة الإمامية (ع) ويشمل حديث الغدير وحديث الثقلين، وبعضا من المعتقدات الشيعة الأخرى.

ويرى أبو المعالي أن هذا الحديث يمتاز بأحسن الإسناد والطرق وقد جاءت صياغة الحديث بشكل يبدو معه وكأنه يريد أن يوحي للقارئ أن الفرقة الناجية ليست إلا أشياع أهل البيت (ع).

  • إن ما يثير الشك، ولا سيما للباحث، حول کون أبي المعالي سنياً هو أنه يخصص 6 فرق لأهل السنة عند ذكره للفرق الإسلامية الثلاث والسبعين،[١٦] وبذلك فإنه يفترق كثيراً عن أهل السنة ونهدجهم المعهود في تقسيم الفرق وعدّها.

فالمتداول بين أهل السنة تخصيصهم 72 فرقة للفرق الضالة، واحدة للفرقة الناجية، أي لأهل السنة ونهجهم المعهود في تقسيم الفرق وعدها.[١٧]

الهوامش

  1. صفي الدين البلخي، فضائل بلخ، ص325؛ الرازي، بيان الأديان، ص23.
  2. الرازي، بيان الأديان، ص44.
  3. الرازي، بيان الأديان، ص1؛ مقدمه بيان الأديان، ص«ج».
  4. عمدة الطالب، ص331؛ سراج الأنساب، ص142.
  5. الشجرة المباركة، ص153.
  6. الرازي، بيان الأديان، ص23-24.
  7. المروزي، الفخري في أنساب الطالبيين، ص63.
  8. الرازي، بيان الأديان، ص23-24.
  9. الشجرة المبارکة،153؛ المروزي، الفخري في أنساب الطالبيين، ص63
  10. "Notice sur le kitab beian il-edian"، ص133.
  11. Religious Schools and Sects in Medieval Islam، ص137.
  12. "Religion in the Saljuq Period"، ص296؛ صفا، تاریخ ادبیات در ایران، ج2، ص266.
  13. الرازي، بيان الأديان، ص42،43.
  14. الرازي، بيان الأديان، ص33،34،40،41.
  15. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص4-9؛ معانی الاخبار، ص307.
  16. الرازي، بيان الأديان، ص26،29،31.
  17. نک: الحكيم السمرقندي، السواد الأعظم، ص166-178؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص14-28؛ الإسفراييني، التبصير في الدين، ص15-16؛ المواقف فی علم الکلام، ص429؛ هفتادوسه ملت، ص4-5 و ص65.

المصادر والمراجع

  • أبوطالب المروزي، إسماعيل، الفخري في أنساب الطالبيين، تحقيق: السید مهدي الرجائي، قم، 1409 هـ.
  • ابن‌ عنبة، أحمد، عمدة الطالب، تحقيق: محمد حسن آل الطالقاني، النجف الأشرف، 1380 هـ/1961 م.
  • صفی‌الدین البلخي، عبدالله، فضائل بلخ، ترجمة: محمد حسیني البلخي، تحقيق: عبدالحي حبيبي، طهران، 1350ش.
  • أبو المعالي، محمد، بيان الأديان، تحقيق: عباس إقبال، طهران، 1312ش.
  • صفا، ذبیح‌الله، تاریخ ادبیات در ایران (تعريب: تاريخ الأدب في إيران)، طهران، 1363ش.
  • کیاجیلانی، أحمد، سراج الأنساب، تحقيق: السید مهدي الرجائي، قم، 1409 هـ.
  • فخر الدين الرازي، محمد، الشجرة المبارکة، تحقيق: تحقيق: السید مهدي الرجائي، قم، 1409 هـ.
  • البغدادي، عبدالقاهر، الفرق بین الفرق، تحقيق: محمد محيي الدین عبدالحمید، القاهرة، مطبعة المدني.
  • الرازي، المرتضى بن الداعي، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام (الكتاب منسوب)، تحقيق: عباس إقبال، طهران، 1364ش.
  • حبیبي، عبدالحي، مقدمة على السواد الأعظم.
  • حکیم السمرقندي، إسحاق، السواد الأعظم(ترجمه فارسی)، تحقيق: عبدالحي حبیبي، طهران، 1348ش.
  • الإسفراييني، شهفور، التبصیر فی الدین، تحقيق: محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1359 هـ/1940 م.
  • عضد الدين الإيجي، عبدالرحمن، المواقف في علم الکلام، بیروت، عالم الکتب.
  • هفتادوسه ملت، تحقيق: محمدجواد مشکور، طهران، 1337ش.
  • Schefer,Ch.,"Notice sur le kitab beian il-edian",Chrestomathie persane,Paris,1883,vol.I.
  • Bausani,A.,"Religion in the Saljuq Period",The Cambridge History of Iran,Cambridge,1968,vol V.
  • Madelung,W.,Religious Schools and Sects in Medieval Islam,London,1985.
المصدر: دائرة المعارف الإسلامية الكبرى