آل نوبخت

من ويكي شيعة
آل نوبخت
المؤسس
المؤسسنوبخت
العصرمنتصف القرن الثاني حتى بداية القرن الخامس للهجرة
مكان الإقامةبغداد
أصحاب الأئمةالحسين بن روح
المشاهيرأبو سهل النوبختي، وحسن بن موسى النوبختي


آل نوبخت، كانوا في طليعة متكلّمي الإماميّة، وشيوخهم الكبار في علم الكلام؛ إذ تصدّوا للردّ على المسائل الكلامية لدى المعتزلة والعامّة وبعض الفرق الإسلامية.

كان نوبخت الجَدُّ الأعلى لهذه الأسرة، وابنه أبو سهل، وعدد من أولاد أبي سهل هذا من المترجمين الذين نقلوا بعض الكتب من اللغة الفارسيّة الفهلويّة إلى العربيّة، ومن المنجّمين في العهد الساسانيّ، وخدموا المسلمين بنشر هذا العلم في أوساطهم عبر تعريب بعض الكتب من لغة أجدادهم، وعلّموا المسلمين العرب كثيراً من آداب الفرس ومعلوماتهم في باب الزيج (الطالع أو رؤية الطالع) وأحكام النجوم وغيرها.

معنى "نوبخت"

هذه الكلمة في الفارسيّة القديمة من المفردات المركّبة، الجزء الأوّل منها (نَو) ويعني: وهي الجديد، والثاني (بخت): وهي الحظّ.

وتستعمل الكلمة بجزأيها في الفارسيّة المعاصرة بهذا المعنى أيضاً.


جد الأسرة

أوّل مَن يُذكر من آل نوبخت ويشار إليه في كتب التاريخ هو نوبخت المجوسيّ الّذي كان عاش عصر المنصور العبّاسيّ (١٣٦ـ١٥٨هـ)، وإليه ينسب أعضاء هذه الأسرة الكبيرة، وكلّهم أولاده؛ لذا سمّاهم المؤرّخون والكتّاب المسلمون: آل نوبخت، أو بني نوبخت، أو النوبختيّين.

وجاء في منظوم الشعراء ومنثور الأدباء الذين عاصروه أو كانوا قريبين من زمانه أنّ اسمه نوبخت، وضُبط بالياء أيضاً فقيل: نيبخت.


نسبهم

وكان آل نوبخت ينسبون أنفسهم إلى (گِبوْ) بن (گودَرْز) بطل (الشاهنامه) المعروف، وأشار الشاعر المشهور البُحتريّ إلى ذلك في قصيدتين من قصائده الّتي مدح بها عدداً من أفراد هذه الأسرة، منها قوله في مدح أبي الفضل يعقوب بن أبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن عليّ بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت (المقتول سنة ٣٢٢هـ)[١] :

وإذا أبـو الفضل استعار سجيّة لـلمكرمات فـمن أبي يعقوبِلا يحتذي خُلُقَ القصيّ ولا يُرى مـتشبّهاً فـي سـؤددٍ بـغريبِ
تُـمضي صـريمتَهُ وتُوقد رأيَهُ عَزَماتُ جوذَرزٍ وسَوَرةٌ بيبِشَـرفٌ تـتابع كابراً عن كابرٍ كـالرمح أُنبوباً على أُنبوبِ
وأرى الـنجابة لا يكون تمامها لنجيب قوم ليس بابن نجيبِ


وقال في قصيدة أُخرى نظمها في مدح أبي يعقوب [٢]  :

مـا لـلمكارم لا تُـريد سوى أبي يـعقوبَ إسـحاقَ بن إِسماعيلِ؟!والـى أبي سهلِ بنِ نوبختَ انتهى مـا كـان مـن غُررٍ لها وحُجُولِ
نـسباً كـما اطّردت كُعوبُ مثقَّفٍ لَـدْنٍ يـزيدك بـسطةً في الطُّولِيُـفضي إلى بيبِ بن جوذرزٍ الّذي شـهرَ الـشجاعةَ بعد فَرطِ خمولِ
أعـقـابُ أمـلاكٍ لـهم عـاداتها مـن كـلّ نَـيلٍ مـثل مَدّ النِّيلِالـوارثون مـن الـسرير سُراتَه عـن كـلّ ربِّ تـحيّةٍ مـأمولٍ
والـضاربون بـسَهمةٍ مـعروفة في التاج ذي الشُّرفات والإكليلِ


تشيعهم

اهتدى عدد من أحفاد أبي سهل بن نوبخت إلى المذهب الجعفريّ وأصبحوا من المدافعين عنه، فنشروا أُصول عقائد الإماميّة بين الناس من خلال تصنيف رسائل وكتب كثيرة.


أبرز شخصياتهم

قال ابن أبي الحديد :جاء في أخبار الشيعة الإماميّة وتقرير مذهبهم أنّ آل نوبخت كانوا من أركان هذا الدين إذ عُدّوا في مصافّ الشيخ المفيد ، وابن بابويه ، وأبيه[٣]، و يمكننا على نحو عامّ أن نصنّف رجالات الأُسرة النوبختيّة في عدة طبقات، هي:

1ـ المحدّثون

وعرف منهم رجال كانوا من مشاهير علماء الأخبار عند الشيعة ومنهم:

  • أبو الحسن موسى بن كبرياء.
  • أبو محمد حسن بن أبي عبد الله حسين (٣٢٠ـ٤٠٢هـ)
  • أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختيّ (المتوفّى سنة ٣٢٦هـ) النائب الثالث في غيبة مولانا الإمام المهدي (عليه السلام).

2ـ المتكلمون

  • أبو سهل إسماعيل بن عليّ بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت (٢٣٧ـ٣١١هـ) أحد وجهاء الشيعة الإمامية وعلمائها الكبار، ومن المتكلّمين البارزين في هذه الطائفة، وله تصانيف مهمّة في تأييد المذهب الإماميّ، ويعدّ من أشهر آل نوبخت، وبسبب منزلته العلميّة ومهامّه الدنيويّة.
  • أبو محمّد الحسن بن موسى النوبختيّ (المتوفّى بين سنة ٣٠٠ و٣١٠هـ) ابن أُخت أبي سهل، وهو مؤلّف كتاب فرق الشيعة وكتاب الآراء والديانات أوّل من صنّف في الملل والنحل.

وقد ساهم هذان الرجلان بتقرير مسألة الإمامة وتدوينها بأدلّة عقليّة وفقاً لعقائد الشيعة الإماميّة.

3ـ الكُتّاب

وكان من بينهم كتّاباًً عند الحكّام العبّاسيّين وأمرائهم وعند غيرهم، ومن هؤلاء:

  • أبو يعقوب إسحاق بن أبي سهل إسماعيل (المتوفّى سنة ٣٢٢هـ ) .
  • أبو الفضل يعقوب بن إسحق .
  • أبو طالب النوبختيّ .
  • أبو الحسين عليّ بن عبّاس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت (٢٤٤ـ٣٢٤هـ).
  • أبو عبد الله حسين بن علي بن عباس (المتوفّى سنة ٣٢٦هـ).
  • أبو جعفر محمّد بن عليّ بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت.
  • عليّ بن أحمد بن عليّ.

4ـ المترجمون والمنجمون

  • من ترجموا من اللغة الفارسيّة الفهلويّة إلى العربيّة والمنجّمون، مثل:
  • نوبخت .
  • ولده أبو سهل .
  • عبد الله لن أبي سهل .
  • أبو العبّاس فضل بن أبي سهل .

وعدد من ذراري أبي سهل أيضاً .

5ـ الأدباء ورواة الشعر

قيل : كانوا من أهمّ المراجع وأوثقها في جمع أخبار وأشعار أبي نؤاس ، والبحتريّ ، وابن الروميّ ، ونبغوا في الترجمة حتّى أصبحوا في عداد المترجمين الكبار[٤] ، ومنهم :

  • إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت .
  • أبو طالب بن أبي سهل .
  • محمّد بن روح .
  • أبو الحسين عليّ .
  • أبو عبد الله حسين .

الهوامش

  1. ديوان البحتريّ ص ١٧٦ـ١٧٧.
  2. ديوان البحتريّ ص 177 - 179 .
  3. شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ٥٩٧
  4. عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء ج ١ ص ٣٠٩.

وصلة خارجية